استشرافا للمستقبل.. الكرة التونسية تحتاج لـ"وقفة تأمل"

كانت سنة 2009 سنة حزينة وفيها أكثر من نكسة ونكبة للكرة التونسية، لتكون البداية بالحدث الأبرز والأهم والذي يتمثل في تصفيات مونديال 2010 والتي اقتحمها منتخب تونس بروح كبيرة من أجل اقتطاع تذكرة العبور إلى جنوب أفريقا ضمن مصاف عمالقة اللعبة، وبثقة كبيرة في ظل وجود طاقم فني جديد وثقافة كروية جديدة على كرة القدم التونسية تتمثل في المدرسة البرتغالية في تجربة فريدة من نوعها بإشراف المدرب إمبيرتو كويليو، وكان الهدف من هذه التجربة هو التخلص من "براثن" التجربة الفرنسية بحلوها ومرها المتمثلة في شخص المدرب روجي لومار، لكن كان العرض أسوء مما كان عليه، وتمتع الجمهور الرياضي التونسي بمردود أقل ما يقال عنه أنه مهزلة ومدعاة للسخرية. وذلك من أول لقاء خاضه زملاء كريم حقي ضد منتخب كينيا مرورا بالموزمبيق ذهابا، إلى جانب المردود الهزيل والوجه المحتشم الذي ظهر به منتخب تونس في المباراة الودية التي جمعته بنظيره السعودي على ملعب رادس والتي تفوق فيها السعوديون مردودا ونتيجة، وكذلك في مباراتين لعب فيهما الحظ والخوف الغير مبرر لنسور نيجيريا من منتخب تونس، ثم لنختم بمردود رادس ضد كينيا ومباراة الموزمبيق التاريخية، التي تعتبر مباراة الحقيقة باعتبارها كشفت المستور وأماطت اللثام عن الوجه الحقيقي لكرة القدم التونسية، وللمنتخب الأول بصفة خاصة. هكذا انسحب منتخب تونس من الباب الضيق، من المنافسة على البطاقة المؤهلة لنهائيات كأس العالم بجنوب أفريقيا، وهو الذي كان المرشح الأبرز للذهاب إلى جوهانسبورغ باعتباره ظل يتصدر مجموعته إلى حد الجولة الأخيرة من التصفيات، لكن في النهاية يخسر الرهان أمام منتخب مغمور لايملك تقاليد كروية كبيرة، ليفتح الباب على مصراعيه إلى منتخب نيجيريا للعبور إلى جنوب أفريقيا مخلفا حسرة وحزنا كبيرين في نفوس الجماهير التونسية. ثم خرج ثانيا بالضربة القاضية من المراهنة على أحد الأدوار المتقدمة في كأس الأمم الإفريقية في أنغولا، ليكون الغياب عن المونديال والفشل في نهائيات كأس أفريقيا للأمم دفعة واحدة أم المهازل. ضريبة العشوائية هذه النكسة وهذا الانسحاب المرّ هو بالتأكيد ضريبة الفوضى واللامبالاة وسوء التخطيط وتغليب المصالح الذاتية ومصالح الأندية على حساب مصلحة الراية التونسية، رغم توفر كل ممهدات النجاح، وتوفر العوامل المادية والمعنوية على ذمة الاتحاد التونسي لكرة القدم، لتجهيز الفريق وإعداده الإعداد الأمثل لتشريف بلاده في المحافل الدولية. لقد دقت نواقيس الخطر منذ زمن بعيد، بالتحديد بعد التتويج القاري في دورة 2004 بتونس، لتكون بداية الانحدار والتراجع من خلال كأس أمم أفريقيا بمصر إذ خرج منتخب تونس خالي الوفاض منذ الدور الربع النهائي للمسابقة ضد منتخب نيجيريا، ثم يعاد نفس السيناريو في "كان" 2008 بغانا وتنسحب تونس من الدور الربع النهائي ضد منتخب الكامرون. وهاهو التاريخ يعيد نفسه ليكون المنافس المباشر لتونس منتخب الكامرون ويحرمها من مواصلة المشوار بالـ"كان"، ضمن تصفيات المجموعة التي ضمت أيضا منتخبات زامبيا والغابون، والتي شكل منتخب تونس حلقتها الضعيفة. إن المشاركة التونسية في هذه التصفيات التي أكملها طاقم تدريب تونسي بقيادة الفني فوزي البنزرتي، بعد إقالة البرتغالي كويليو، هي الأضعف والأسوأ، بحيث أن منتخب تونس أنهى مباريات الدور الأول من التصفيات في ذيل الترتيب بالرغم من حصوله على ثلاث نقاط من ثلاثة تعادلات. والحال أن منتخب تونس أصبح عاجزا حتى على جني انتصار يتيم في نهائيات الـ«كان» وهو الذي كان مطالبا بمداواة جرح لم يندمل من جراء الانسحاب المهين من المونديال على يدي منتخب موزمبيقي "مغمور". كما كانت سنة 2009 سنة الحظ العاثر على صعيد الأندية كذلك عندما إنسحبت كل الأندية التونسية من المسابقات الإفريقية للأندية منذ الأدوار الأولى وغابت عن الأدوار النصف النهائية والنهائية وهذا ما لم يحصل منذ سنوات عديدة. وتتابعت الخيبات على مستوى الأندية بخسارة الترجي لكأس أبطال شمال أفريقيا أمام وفاق سطيف الجزائري في تونس. ثم تواصلت خيبات منتخبات الشبان بجميع أصنافها وودعت كل المسابقات القارية والعالمية فتشتت منتخب سنة2007 ولم يترشح حتى لكأس إفريقيا وبالتالي لكأس العالم 2009 بمصر. كما تاه منتخب الأصاغر ولم يترشح لا لكأس إفريقيا، ولا لكأس العالم بنيجيريا للأصاغر. وكانت آخر الخيبات للمنتخب الأولمبي في بيسكارا وفضيحة الإنسحاب من الدور الأول. ساعة الحساب أجل لقد دقّت ساعة الحساب والتقييم، ولابد من القيام بذلك بشجاعة وجرأة ومسؤولية. الانسحاب يعزى بالدرجة الأولى إلى التقصير في أداء الواجب. صحيح أن الجميع يضع المكتب الجامعي في قلب النكسة، ولكن جميع الأطراف تتحمل مسؤولية الاخفاق والآن دقت ساعة محاسبة كل من قصّر في مسؤولياته، دون استثناء. بعد هذه الخيبة وهذا التقهقر الكبير التي أضحت عليه الرياضة التونسية وبصفة خاصة رياضة كرة القدم وهي الرياضة الأكثر شعبية في تونس، الآن الكل مطالب بوقفة تأمل ومراجعة لمعرفة الأسباب الحقيقة للفشل. في الحقيقة إن مشاكل الرياضة التونسية بصفة عامة، ومشاكل كرة القدم بصفة خاصة أعمق بكثير من أنها تعلق على عاتق شخص معين أو على كاهل هيكل معين، فمشاكل كرة القدم في تونس تتخطى حاجز الاتحاد التونسي للعبة لتكمن في جزئيات كثيرة لعل أبرزها عدم الاهتمام بالعمل القاعدي، على غرار عدم الاهتمام بمراكز تكوين الشبان وسوء التخطيط والتنظيم وسوء تحديد الأولويات، وهذا كله يتطلب إعادة النظر في مثل هذه الأسباب الحقيقة ومعالجتها المعالجة الفعلية والدقيقة لإعادة الاعتبار إلى الرياضة التونسية سيما كرة القدم وبصفة خاصة المنتخب الأول الذي فقد الكثير من هيبته بعد نكستي المونديال وكأس أمم أفريقيا، حتى يكون البناء مستقبلا على أسس ثابتة منطلقها استخلاص العبرة واستيعاب الدروس. لأنه وبكل بساطة أبرزت الأحداث المتلاحقة أزمات متعاقبة تحولت إلى أزمة هيكلية جذّرية لايمكن المرور عليها مرور الكرام، أو محاولة تعتميها بتوخي سياسة «ذر الرماد» أو سياسة «الهروب إلى الأمام» لأنه اليوم أصبح استمرار الوضع على حاله مغامرة شديدة الخطورة أو لنقل بصراحة ضربا من ضروب التهوّر واللامبالاة، لذلك لابد من البحث الدقيق والتمعن في أسباب فشل الكرة التونسية، وبالتحديد البحث في أسباب تراجع الأندية وبالتالي المنتخب على الساحة الإفريقية لأنه فقد المكانة التي كان يحظى بها بين أسياد القارة السمراء، مع ضرورة توفير الحلول التي يمكن أن تعيد هذه الهيبة المفقودة للكرة التونسية. بوادر أمل بالرغم من مرارة الانسحاب المبكر من الدور الأول لنهائيات كأس أمم أفريقيا لكرة القدم فإنه لاخيار أمام منتخب تونس إلا أن ينظر للجانب الايجابي لمشاركته في هذه المسابقة. وقدم الفريق أداء جيدا أمام منتخب بحجم منتخب الكاميرون، يضم في صفوفه نخبة من اللاعبين ينتمون إلى أبرز الفرق الأوروبية، وأظهرت المجموعة روحا انتصارية كبيرة وبذلت مجهودات كبيرة وكان اللاعبون في أعلى مستويات الانضباط وهذا مهم في كرة القدم. وبالتالي فإن المشاركة في هذه البطولة كانت فرصة لكثير من اللاعبين الشبان لاكتساب الخبرة والتجربة باعتبارهم ودعوا المسابقة وخرجوا بعدة أشياء إيجابية لاسيما أنهم كسبوا رهان التشبيب، لكن يجب أن يتوفر الوقت الكافي للوصول إلى المستوى الذي يتطلع إليه الشارع الرياضي في تونس من الناحية الفنية واكتساب الخبرة اللازمة. والمهم المحافظة على هذه المجموعة الشابة من اللاعبين وعدم التشكيك في قدراتها. والأكيد أن المستقبل أمامها. والمستقبل الآن بالنسبة إلى منتخب تونس سيكون بلا شك التدارك السريع خلال التظاهرات والمواعيد القادمة لكسب التحديات والرهانات المستقبلية، لإعادة الروح واسترجاع الهيبة والقيمة التي كان يحظى بهما منتخب "نسور قرطاج" خاصة على مستوى الساحة الأفريقية والعربية.

تولبار إيجى كاسل

الأن تستطيعوا تحميل تولبار إيجى كاسل

فيديو تقديمى عن التولبار

بجميع الامكانيات التى سأعرضها عليكم

تجميع لأفضل مواقع الأنترنت التى تحتاجها ومتجددة بأستمرار
وإذا كان لديك أى موقع تود أضافتة نرجو أضافة رد

قائمة بأفضل الأذاعات التى تستطيع الأستماع اليها فى متصفحك 

 كافة الأذاعات العربية والأجنبية 
أكثر من 65 محطة
إذاعة الشباب والرياضة - نجوم أف إم - محطة مصر - القرأن الكريم مصر 
وأكثـــــــــــــــر بكثيــــــــــــــــــر
وكل هذا متجدد

 كما تستطيع معرفة درجات الحرارة وتوقعات الأرصاد أول بأول
وتستطيع تغيير المكان الذى تتواجد فية لمعرفة درجة الحرارة

تستطيع أن تكون على أتصال دائم عن طريق خدمة rss feed لمعرفة أخر الأخبار كما يمكنك معرفة أخر أخبار ناديك المفضل وأخبار الرياضة

متجدد بأستمرار أوتوماتيك بمجرد أضافة خبر جديد

معرفة مواقيت الصلاة بكل سهولة 

تم إضافة نجوم اف ام فى زر خاص بها 

 

{التثبيت في ثواني، يحوي وسيلة إزالة من على الجهاز الخاص بك}

التحميل والتثبيت فى غاية السهولة

أو من هنا

uploaded

or

2shared

or

rapidshare

or

fileflyer

or

filebeam

or

mediafire

have a nice day mate

أرائكم تهمنا لتطويرة
بما يناسبكم

انغولا 2010: تونس - زامبيا (1-1)

تعادل المنتخب التونسي لكرة القدم مع نظيره الزامبي (1-1) على ملعب توندافالا ابايرو شيوكو في لوبانغو في الجولة الاولى من منافسات المجموعة الرابعة في النسخة السابعة والعشرين من نهائيات كأس الامم الافريقية لكرة القدم التي تستضيفها انغولا حتى 31 جانفي الحالي . وسجل زهير الذوادى 40د هدف المنتخب التونسي وجاكوب مولينغا 18د هدف زامبيا .