أكدت الدكتورة ليزا أندرسون رئيسة الجامعة الأمريكية بالقاهرة أن الحكم الطويل للرئيس السابق حسني مبارك ترك تداعيات سلبية وحول حكمه لسلطة مطلقة.
موضحة أن نموذج اصلاح الشرطة في ألمانيا الشرقية الذي يقوم علي فرز العناصر الجيدة من العناصر السيئة هو النموذج الذي يجب أن يطبق لاصلاح الشرطة المصرية.
وقالت إن سلوك المصريين كان رائعا خلال ثورة25 يناير خاصة في حماية الممتلكات العامة والمنازل من خلال اللجان الشعبية وادارة المرور وأنه لوحدث الفراغ الأمني الذي شهدته مصر خلال وعقب الثورة لمدينة مثل نيويورك لحدثت كارثة في الولايات المتحدة. واشارت إلي أن أبحاث الجامعة الأمريكية في العلوم والهندسة مرتبطة ارتباطا بمصر والمصريين وتتعلق بمشكلات هامة للغاية مثل علاج مرض الالتهاب الكبدي الوبائي وأن كل رئيس أمريكي لم يتوقع امورا واحداثا هامة مثل ثورات وتطورات هامة في الشرق الأوسط. وفيما يلي نص الحوار:
* في البداية سألتها عن ثورة25 يناير وهل كانت الولايات المتحدة الامريكية تتوقعها ؟
- ثورة25 يناير كانت مفاجأة لأمريكا ولإدارة الرئيس باراك أوباما علي غرار مفاجأة الثورة الاسلامية الايرانية لجيمي كارتر و حرب1948 لترومان ونكسة1967 لجونسون.
* وما هو تقييمك لرد الفعل الأمريكي تجاه الثورة المصرية ؟
- كان رد فعل امريكا في بداية الثورة بطيئا وكان عليها التحرك بسرعة لتقديم دعم خاصة واشنطن اعتادت التعامل مع النظام المصري مثلما تعاملت معه خلال الـ30 عاما ومن ثم كانت الثورة مفاجأة لها.
وهل يمكن القول أن نظرة الولايات المتحدة وتعاملها مع الثورة المصرية تسببا لها في نوع من الحرج ؟
الثورة المصرية وضعت الحكومة الأمريكية في ورطة.
* وما هو السبب وراء ذلك من وجهة نظرك ؟
- لعدم قدرة ادارة أوباما علي تقديم مساعدات بسبب الأزمة الاقتصادية الناجمة عن عجز الموازنة والتي ادت إلي خفض الموارد وعدم وجود موارد لتقديم مساعدات لمصر في المرحلة الصعبة عقب الثورة.
* وهل كان يتوقعها بعض المحللين السياسيين في العالم ؟
- لا أحد من محللي مراكز الدراسات السياسية والاستراتيجية الكبري في العالم توقع ثورة25 يناير ولو حدث رد فعل من الرئيس السابق حسني مبارك ولو تفاعل مبكرا في أوائل الثورة لظل في الحكم حتي الآن.
* وهل تعاملت امريكا مع المطالب الشعبية المصرية بكثير من الذكاء.
- أمريكا كانت بطيئة وكسولة في التعامل مع المطالب الشعبية ومطالب المتظاهرين خلال أحداث الثورة المصرية ولم تتوافر المهارة المطلوبة لإدراة أوباما للتعرف علي مطالب الثوار المصريين.
* وما هو السبب في ذلك من وجهة نظرك ؟
- المشكلة الاقتصادية لأمريكا وارتفاع عجز الموازنة وضعف الموارد وراء عدم تقديم مساعدات كما أن هذا الضعف شكل عائقا أمام دعم ثورات الربيع العربي ومنها مصر.
دعيني اسأل سيادتك عن المسئولية الاجتماعية للجامعة الأمريكية تجاه الثورة.
الجامعة الأمريكية تأسست عام1919 في اتون ثورة19 وهذا كان وقتا صعبا لمصر وللمصريين والجامعة لم تتخل عن مسئوليتها للمجتمع في مصر في الاوقات الصعبة والعادية.
* وما هي المشروعات التي أقدمت عليها الجامعة ؟
- قدمنا مشروعات كثيرة مثل مشروع التوعية العامة وتفعيل حب العلوم عند الشباب مثل فتح ابواب الجامعة لمشاركة المصريين في حدث نادر مثل خسوف القمر ومشاركة العالم فاروق الباز عبر الفيديو كونفرانس وتفاعله مع المشاركين في الحدث.
* وهل كان بين تلك المشروعات مجالات للسياسة ؟
- قامت الجامعة بشن حملات سياسية ودعم سياسات جديدة في الاقتصاد ومجالات أخري وهناك أبحاث في العلوم والهندسة وجميع أبحاث الجامعة في هذا المجال مرتبطة ارتباطا بمصر والمصريين وتتعلق بمشكلات هامة للغاية مثل علاج الالتهاب الكبدي الوبائي.
* وما هو تقييمك للمرحلة الحالية وهل تتفاءلين بالمستقبل ؟
- بالرغم من المرحلة الصعبة التي تمر بها مصر بعد الثورة إلا أنني متفائلة فقد أصبح للمصريين صوت واحد وأصبحوا يديرون أمورهم بأنفسهم وأنا علي يقين أن الامور سوف تتجه للأحسن وسوف تكون النهاية جيدة للجميع.
* وما هو تعليقك بشأن الانتقادات التي توجه للحكومة الحالية؟
- بداية أنا لا اتفق مع الانتقادات التي توجه للحكومة في مصر لأنها تدير الأمور بفعالية وتضمن مطالب ابناء الشعب الذين كسبوا معركتهم في تحقيق مطالبهم التي لم تعد تمنح لهم ولكنهم كافحوا وجاهدوا لتحقيق تلك المطالب.
* وهل تجدين من توصيات في هذا الصدد ؟
- أري أنه لابد وان تبادر وزارتا الداخلية والعدل بوضع المشكلة الأمنية في أولوياتها وتطبيق نموذج المانيا الشرقية في فرز العناصر الجيدة واستبعاد العناصر السيئة والاهتمام بعملية التدريب والاصلاح والتأهيل لعناصر الشرطة الجديدة.
* ولكن سيدتي وبصفتك متخصصة في شئون الشرق الاوسط.. ما رؤيتك لحكم مبارك والسادات وعبد الناصر ؟
- الرؤساء الثلاثة بدأوا حكم مصر بتأكيد التزامهم بتحقيق الرخاء والعمل لتحقيق مصالح الشعب والمقارنة صعبة بينهم وبالنسبة لمبادرة عبد الناصر الاشتراكية فقد حققت العدالة الاجتماعية للمصريين لكنها جاءت علي حساب القطاع الخاص في المقابل فتح السادات الأبواب امام الاستثمارات الاجنبية والقطاع الخاص لكن ذلك جاء علي حساب السياسة الخارجية لمصر مؤكدة أن الحكم الطويل لمبارك ترك تداعيات سلبية وقام بتحويل حكمه لسلطة مطلقة ولو كان حكمه10 سنوات لترك اثرا ايجابيا عند الجميع.
* وماذا لو بقي مبارك مدتين فقط ؟
- في الولايات فترة الحكم لاتزيد علي فترتين وهي8 سنوات وهي مدة كافية لتحقيق جميع الاصلاحات التي وعد بها لكن الحكم الطويل لمبارك كان له آثار سلبية سيئة.