قادة مجلس التعاون يكلّفون المجلس الوزاري باستكمال جوانبه كافة
تأجيل حسم «الاتحاد الخليجي»
قادة دول الخليج في لقطة جماعية عقب اجتماعهم التشاوري الرابع عشر الذي عقد أمس في الرياض. واس
محمد السلامة من الرياض
أعلنت دول الخليج، أمس، تأجيل حسم الاتحاد بينها، إلى قمة استثنائية تُعقَد لاحقاً في العاصمة السعودية.
وأجّل قادة ورؤساء وفود دول مجلس التعاون الخليجي خلال اللقاء التشاوري الذي عُقد في الرياض، أمس، البت في موضوع انتقال دول المجلس من مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد، وإعلان التحوُّل رسمياً إلى قمة استثنائية للقادة تُعقَد في العاصمة السعودية، وذلك بناءً على مقترح مقدم من قِبل خادم الحرمين رئيس الدورة الحالية للمجلس الأعلى، لإعطاء الموضوع مزيداً من الدراسة لأهميته الكبيرة وحرصاً على استكمال جوانبه كافة بشكل متأنٍ يخدم الأهداف المأمولة.
وبارك القادة مشروع الاتفاقية الأمنية بين دول المجلس في صيغتها المعدلة المرفوعة من قِبل وزراء الداخلية الخليجيين، وفوّضوا الوزراء لتوقيع هذه الاتفاقية في اجتماعهم المقبل، كما حثّ قادة دول مجلس التعاون، الدول الأعضاء، على سرعة استكمال ما تبقى من قرارات تشريعية وتنفيذية حيال تنفيذ القرارات ذات العلاقة بالعمل المشترك.
وأعلن الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية، خلال لقاء صحافي، موافقة قادة ورؤساء وفود دول المجلس على اقتراح خادم الحرمين، بشأن تكليف المجلس الوزاري (وزراء الخارجية) باستكمال دراسة ما ورد في تقرير الهيئة المتخصّصة الموكل إليها دراسة المقترحات المعنية بشأن الانتقال من مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد وبمشاركة رئيس الهيئة، على أن يتم الرفع بما يتم التوصل إليه من توصيات إلى قمة للمجلس الأعلى تعقد في الرياض، وذلك انطلاقاً من الأهمية الكبيرة لهذا الموضوع.
في مايلي مزيد من التفاصيل:
أجَّل قادة ورؤساء وفود دول مجلس التعاون الخليجي خلال اللقاء التشاوري الذي عقد في الرياض، أمس، البت في موضوع انتقال دول المجلس من مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد وإعلان التحول رسميا إلى قمة استثنائية للقادة تعقد في الرياض، وذلك بناء على مقترح مقدم من قبل خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز رئيس الدورة الحالية للمجلس الأعلى، لإعطاء الموضوع مزيدا من الدراسة وحرصا على استكمال جوانبه كافة وبشكل متأن يخدم الأهداف المأمولة.
كذلك بارك القادة مشروع الاتفاقية الأمنية بين دول المجلس في صيغتها المعدلة المرفوعة من قبل وزراء الداخلية الخليجيين، وفوضوا الوزراء على توقيع هذه الاتفاقية في اجتماعهم المقبل.
كما حث قادة دول مجلس التعاون الدول الأعضاء على سرعة استكمال ما تبقى من قرارات تشريعية وتنفيذية حيال تنفيذ القرارات ذات العلاقة بالعمل المشترك.
قادة ورؤساء وفود دول مجلس التعاون الخليجي في لقطة جماعية قبيل اللقاء التشاوري. تصوير: خالد الخميس وأحمد يسري - «الاقتصادية»
خادم الحرمين متحدثا إلى القادة الخليجيين في اجتماع الرياض. واس
خادم الحرمين الشريفين
وأعلن الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية، خلال لقاء صحافي مشترك مع الدكتور عبد اللطيف الزياني الأمين العام لدول مجلس التعاون، موافقة قادة ورؤساء وفود دول المجلس على اقتراح خادم الحرمين الشريفين بشأن تكليف المجلس الوزاري (وزراء الخارجية) باستكمال دراسة ما ورد في تقرير الهيئة المتخصصة الموكل إليها دراسة المقترحات المعنية بشأن الانتقال من مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد وبمشاركة رئيس الهيئة، على أن يتم الرفع بما يتم التوصل إليه من توصيات إلى قمة للمجلس الأعلى تعقد في الرياض، وذلك انطلاقاً من الأهمية الكبيرة لهذا الموضوع، والحرص على استكمال جميع جوانبه وبشكل متأن يخدم الأهداف المأمولة.
وفند الفيصل قرار القادة بأن موضوع الاتحاد معروض على الدول الأعضاء كافة والنظرة إليه بشكل شمولي ويستهدف دخول الجميع في عضويته وليس التقاء دولتين أو ثلاث في هذا الخصوص، لذا وجد القادة خلال الاطلاع على تقرير الهيئة المتخصصة أنه تم وضع بعض التفاصيل، وأن هناك أخطاء تقديرية – كما حصلت في أجهزة مماثلة – بحيث إنها لم تبحث تفاصيل الأمور أو كما يقال تفاصيل التفاصيل المتعلقة بموضوع الاتحاد، وبالتالي تركت تنظيمها مفتوحا للفهم المختلف بين الأعضاء، وهذا طبعا أكثر ما يهدد أي اتحاد.
الملك عبد الله مستقبلا الشيخ حمد آل ثاني.
خادم الحرمين الشريفين في حديث مع الملك حمد آل خليفة.
وتابع ''لذا اتخذ القادة هذا القرار حرصا منهم على سير العمل وفقا لطريق واضح ومعروف للفهم المشترك بين الأعضاء في كل خطواته، وليس أن يكون هناك من يفهم الموضوع بشكل، وآخر يفهمه بشكل آخر، وهو الأمر الذي جعل الموضوع يأخذ بعدا أكثر من اختيار من سينضم للاتحاد الآن ومن سينضم فيما بعد''.
الملك عبد الله مستقبلا الشيخ صباح الأحمد الصباح.
الأمير نايف في حديث مع أمير قطر.
وبشأن التحديات التي تواجه دول الخليج في مختلف الجوانب وخاصة الاقتصادية منها وبطء وتيرة العمل على التصدي لها، أكد وزير الخارجية أن من الأسباب الرئيسية من وراء إنشاء الاتحاد الخليجي هو تسريع معالجة ما تبقى من هذه المسائل التي ما زالت عالقة، لافتا في هذا الصدد إلى أن مقترح الاتحاد يشير إليها في تكوين الهيئات المتخصصة في جميع جوانب التعاون الاقتصادية والأمنية والعسكرية وغيرها، حيث ستكون هذه الهيئات متفرغة تعمل على حل المشاكل في جميع جوانب التعاون المختلفة، ومستمرة في النظر في القضايا والملفات المشتركة إلى أن تجد لها الحلول، وليس كما هو جار حاليا من خلال لجان غير متفرغة وقد لا تجتمع إلا مرة واحدة في السنة.
وأوضح الفيصل أن القادة بحثوا خلال اللقاء التشاوري تطورات الأوضاع السياسية في المنطقة، بما في ذلك الاستفزازات الإيرانية الأخيرة في الجزر الإماراتية المحتلة، وتطورات الأزمة في سورية في ظل تصاعد وتيرة القتل، والجهود القائمة للمبعوث المشترك للجامعة العربية والأمم المتحدة، علاوة على ذلك بحث العديد من المواضيع المتعلقة بمسيرة العمل الخليجي المشترك ومتابعة تنفيذ القرارات ذات العلاقة.
الأمير سعود الفيصل مع د. عبد اللطيف الزياني خلال اللقاء الصحافي المشترك.
فهد آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء العُماني.
وبشأن التهديدات الإيرانية الأخيرة لدول الخليج وتحديدا للسعودية والبحرين في حال إعلان الاتحاد فيما بينها، شدد الفيصل على أن هذه التهديدات غير مقبولة ومرفوضة، وليس لإيران دخل من قريب أو بعيد بما تقوم به الرياض والمنامة من إجراءات حتى إن وصلت إلى طريق الاتحاد، وهذا الموضوع يخص البلدين.
وقال ''نحن نترك المجال لإيران لأن تتحد مع من تشاء ولن نعوق ذلك، ونأمل من طهران أن تبادلنا حسن الجوار الذي نسعى كدول مجلس تعاون إليه''.
الشيخ محمد آل مكتوم نائب رئيس الإمارات.
.. وهنا وصول أمير قطر.
وصول ملك البحرين.
وفيما يتعلق بتطورات الأزمة في سورية والتراجع الملحوظ لمستوى الضغوط الدولية بشأنها، قال الفيصل إن الثقة بجهود كوفي عنان مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية بدأت تتناقص بشكل كبير وذلك مع استمرار العنف والقتل ونزف الدماء، إلى جانب أنه لم ينجز شيئا مما اتفق عليه، إلا أنه قيل إن وتيرة العنف قلت، فهل ''أن يقتل 60 بدلا من 80 يعد هذا تقدما؟''، وتابع'' العذر بأن العنف مستمر ولكن خف لا يرضي أحدا ولا يعالج مشكلة السوريين ولا المذابح التي يواجهونها، ونأمل أن يكون هناك دفعة قوية جديدة لهذه الجهود تؤدي إلى نتائج أكثر إيجابية مما هو عليه الوضع الآن''.
من جانبه، قال الدكتور عبد اللطيف الزياني الأمين العام لمجلس التعاون إن اللقاء التشاوري كان أخوياً بناء مثلما أشار الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية، وكل ما تم تداوله في هذا اللقاء سينعكس إيجاباً على مسيرة التعاون المشترك بين دول المجلس التي يحرص القادة على تأكيدها ودعمها بالمزيد من الخطوات التكاملية.
الأمير سطام مستقبلا أمير الكويت.
قادة ورؤساء وفود دول مجلس التعاون أثناء انعقاد اللقاء التشاوري في الرياض أمس.
وأضاف ''وبشأن التداولات في مواضيع الأمن المشترك ومن بينها الاتفاقية الأمنية بصيغتها المعدلة فوض وزراء الداخلية في دول المجلس التوقيع عليها في اجتماعهم المقبل، أما فيما يتعلق بموضوع تنفيذ القرارات ذات العلاقة بالعمل المشترك، فقد اطلع قادة دول المجلس على قرارات الاجتماع السابق للجنة الوزارية المكلفة بمتابعة ذلك وما تم اتخاذه من إجراءات تشريعية وتنفيذية حياله من قبل الدول الأعضاء، وحثوا على استكمال الإجراءات المطلوبة فيما تبقى من تلك القرارات''.
وأفاد بأن اجتماع وزراء الخارجية الذي عقد أمس الأول بحث عدداً من المواضيع المتعلقة بمسيرة العمل المشترك، واطلعوا على تقرير بشأن الحوارات الاستراتيجية بين دول المجلس وعدد من الدول والتكتلات الدولية وعلاقات التعاون القائمة.
وأضاف ''استمعوا إلى شرح وزير خارجية البحرين بشأن الزيارة التي قام بها ولي عهد البحرين إلى الولايات المتحدة، ورحبوا بنتائج هذه الزيارة وبخاصة قرار الولايات المتحدة رفع حظر بيع الأسلحة للمنامة، وأبدوا ارتياحهم لهذه الخطوة وللمستوى الذي وصل إليه التعاون والتنسيق المشترك بين الجانبين''.
وبين أن الوزراء ناقشوا موضوع دعم مشاريع التنمية في كل من الأردن والمغرب، حيث وافقوا على توسيع لجنة التعاون المالي والاقتصادي في أن تكون مساعدات دعم مشاريع التنمية في البلدين على شكل منح لمدة خمس سنوات وليتم تقديمها بصفة عادية بين دول المجلس المانحة والدول المستفيدة وذلك رغبة في تسوية تقديم تلك المنح.
وأردف أمين عام مجلس التعاون أن الوزراء استعرضوا الأوضاع في اليمن، حيث رحبوا بالقرارات والخطوات التي اتخذها الرئيس عبدربه منصور هادي تنفيذاً للمبادرة الخليجية وآلية تنفيذها، والتأكيد على مساندة دول مجلس التعاون ودعمها لليمن في جهوده لبسط الأمن والاستقرار ولمواصلة جهود البناء والتنمية.
كما أكدوا ثقة دول المجلس بقدرة اليمن على تحقيق ما يصبو إليه أبناء الشعب اليمني بقيادة الرئيس المنتخب وحكومة الوفاق الوطني، معربين عن تطلعات دول المجلس إلى مؤتمر أصدقاء اليمن الذي سيعقد في الرياض في 23 أيار (مايو) الحالي، وكذلك مؤتمر الدول المانحة الذي سيعقد في حزيران (يونيو) المقبل من أجل مواصلة تنفيذ المشاريع التنموية في اليمن.